تأثير الانقطاع عن التمرين على لاعبي كمال الأجسام تأثير قوي يسهل ملاحظته سواء شكليًا أو بدنيًا، ولكن هل تعرف ما يحدث داخل جسدك عند الانقطاع عن ممارسة التمارين؟ من خلال هذا المقال نستعرض معًا مدى تأثير هذا الأمر على الصحة على المدى القريب والبعيد، بجانب معرفة الآلية الصحيحة للتوقف عن التمرين لفترة دون حدوث ضرر للجسم.
ما هو التمرين
في بداية حديثنا عن تأثير الانقطاع عن التمرين على لاعبي كمال الأجسام لا بد من أن نتعرف مفهوم التمرين، وهو عبارة عن نشاط يقوم به الإنسان بهدف تنشيط الجسم وزيادة مرونته، كما يتم من خلاله الحفاظ على نمط صحي سليم واكتساب اللياقة اللازمة لممارسة مهام الحياة المختلفة.
وعلى ذكر مفهوم التمرين يجب أن نشير أن التمرين مفهوم يختلف عن مفهوم التدريب، فالتمرين هو جزء من من التدريب والذي يشمل بضعة أمور أخرى تبعًا للمنطقة أو الجزء الذي يقوم الإنسان بإعادة تأهيله وزيادة لياقته البدنية.
الانقطاع عن التمارين الرياضية
تأثير الانقطاع عن التمرين على لاعبي كمال الأجسام يختلف تبعًا لعدة عوامل، فقد يحتاج الرياضي في بعض الأحيان للتوقف عن ممارسة الرياضة في حالة الإجهاد الشديد أو الإصابات –لا قدر الله-، وقد يحتاج الإنسان التوقف عن التمرين لأي أسباب أخرى أو بسبب ظروف الحياة.
ومن أهم العوامل التي تؤثر على تأثير الانقطاع عن التمارين الرياضية عامل المدة، فتأثير الانقطاع عن التمرين على لاعبي كمال الأجسام لمدة أسبوع مثلًا يختلف عن تأثير الانقطاع عن التمرين على لاعبي كمال الأجسام لمدة شهرين، كما أن نوعية التمارين التي يمارسها اللاعب تتحكم بشكل كبير في التأثير الناتج عن الانقطاع عن ممارسة الرياضة، وبكل تأكيد فإن هذا التأثير يمكن ملاحظته على شكل الجسم والعضلات وعلى القوى البدنية للفرد خلال ممارسته ليومه الروتيني المعتاد، لذلك قبل اتخاذ خطوة الانقطاع عن التمارين الرياضية لا بد من تحديد المدة المناسبة حتى لا يتسبب ذلك في أضرار كبيرة.
تأثير الانقطاع عن التمارين الرياضية
بعد أن تعرفنا على مفهوم التمرين والعوامل المؤثرة على الانقطاع عن ممارسته، نتعرف الآن على تأثير الانقطاع عن التمرين على لاعبي كمال الأجسام، ويمكن تلخيصه فيما يلي:
- فقدان اللياقة البدنية التي قد اكتسبها الجسم من المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية.
- تقل كفاءة عضلة القلب وتفقد القوة التي اكتسبتها سابقًا من ممارسة الرياضة.
- انخفاض في جودة التنفس ووصول الأكسجين لخلايا الجسم وذلك بسبب عدم انتظام حركة الدورة الدموية في الجسم كما كانت في فترة المواظبة على الرياضة.
- انخفاض حجم البلازما الموجود في الدم وعودته إلى القيم السابقة –ما قبل الانتظام على الرياضة- مما يعني انخفاض معدل ضخ الدم للقلب وبالتالي تضعف عضلته كما كانت في السابق.
- الانقطاع عن ممارسة بعض أنواع التمارين العنيفة أو المسئولة عن نمو العضلات قد يؤدي لانخفاض حاد وملحوظ في الوزن بسبب ضعف الكتلة العضلية للجسم.
- بسبب انخفاض معدلات الحرق يكون تأثير الانقطاع عن التمرين على لاعبي كمال الأجسام ضار بشكل كبير وسببًا في تراكم الدهون في الجسم وتكدسها في مناطق معينة.
- الانقطاع عن التمارين الرياضية لفترة كبيرة له تأثير قوي على صحة الجهاز الهضمي، وذلك لأن الرياضة تساهم بشكل كبير في عملية الأيض الغذائي وامتصاص العناصر المغذية التي يحتاجها الجسم، لذلك تحدث بعض المشكلات مثل عسر الهضم والخمول بعد تناول الوجبات المختلفة.
- تأثر الجانب النفسي والعصبي للإنسان يكون كبيرًا عند الانقطاع عن ممارسة الرياضة، التأثير على الجهاز العصبي يكون بسبب اقترانه المستمر بصحة العضلات وقوتها، أما على المستوى النفسي فيكون بسبب سوء حالة الجسم وتدهور كثير من وظائفه مما يزيد من الضغط النفسي الواقع على الإنسان.
فوائد الانقطاع عن التمارين الرياضية على الجسد لفترة قصيرة
في بعض الحالات يكون من الجيد أن يتوقف الإنسان عن ممارسة الرياضة ولو لفترة قصيرة، مثل حالات الإصابة المتكررة أو الإجهاد العضلي القوي أو حتى تضرر عضو في الجسم وعدم تحمله لممارسة الرياضة بالشكل السابق.
كما يوصي الخبراء والرياضيين أن تكون فترة الراحة ما بين 5 أيام : 10 أيام، وذلك حتى لا يفقد الجسم لياقته التي اكتسبها في السابق، كذلك مدة أسبوعين بحد أقصى قد تكون مناسبة للعودة مجددًا للمارسة التمارين السابقة دون حدوث أضرار كبيرة.
نصائح عند العودة للمارسة التمارين الرياضية
من الأمور الواجب وضعها بعين الاعتبار أن التوقف عن ممارسة الرياضة والعودة إليها يتطلب القيام ببعض الامور حتى لا يحدث إجهاد مفاجىء، ومن أهم النصائح عند العودة لممارسة الرياضة ما يلي:
- احرص على القيام بتمارين الإحماء الخفيفة قبل البدء في التمارين السابق ممارستها حتى يكتسب الجسم القدرة على القيام بنفس المجهود مرة أخرى.
- لا تقم بعمل نفس التمارين وبنفس القوة من أول مرة، ابدأ بمعدلات متوسطة ثم ارفع هذه المعدلات في كل مرة بنسبة قليلة عن المرة السابقة حتى لا يحدث إجهاض عضلي شديد.
- احرص في فترة انقطاعك عن ممارسة الرياضة على الحفاظ على غذاء صحي كما كان عند ممارسة الرياضة، وبقدر الإمكان ابتعد عن الأطعمة التي تحتوي على كربوهيدرات حتى لا يصعب التخلص منها لاحقًا وزيادة المجهود في التمرين.
- احرص بعد عودتك على المواظبة على مواعيد التمارين وعدم الانقطاع عنها مجددًا حتى لا تعود لنقطة الصفر وتبدأ من جديد.
- احرص على أن يتخلل التمرين فترات راحة قصيرة لا تتعدى بضع دقائق، وذلك حتى لا يحدث إصابات رياضية أو ضغط على بعض المناطق في الجسم بصورة كبيرة ولضمان قدرتك على الاستمرار في ممارسة الرياضة.
اضرار الانقطاع عن التمارين الرياضية
استكمالًا لحديثنا عن تأثير الانقطاع عن التمرين على لاعبي كمال الأجسام نشير أن الأضرار الحادثة في بعض الأحيان لا تكون مؤقتة أو بسيطة، فقد يتفاقم الوضع لما هو أكثر من ذلك ويحدث ما يلي:
- زيادة احتمالية إصابة الفرد ببعض الأمراض المزمنة مثل مرض السكر أو أمراض القلب والأوعية الدموية، وذلك لأن عدم ممارسة الرياضة بإنتظام يزيد من ضعف حرق الدهون وبالتالي تراكمها في الجسم.
- زيادة الوزن بشكل ملحوظ والإصابة بأمراض مثل السمنة وتبعتها.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم بسبب قلة الحركة وعدم المواظبة على نظام صحي متكامل بين الغذاء وممارسة الرياضة.
- أمراض في العظام والعضلات، فقد يؤدي الانقطاع عن ممارسة التمارين الرياضية وقلة الحركة إلى أمراض مثل هشاشة العظام وضعف الكتلة العضلية وبالتالي ضعف عام في الجسم.
- قلة النشاط وانخفاض معدلات التركيز كذلك من أشهر أضرار عدم ممارسة التمارين الرياضية، وذلك لأن وظائف المخ تزداد نشاطًا عند ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
- حدوث بعض أمراض الدم وذلك بسبب تضرر التركيب الكيميائي له داخل الجسم بسبب عدم الحركة، والذي يؤدي بالتبعية لضعف في حركة الدورة الدموية فلا يصل الأكسجين والمغذيات لخلايا الجسم المختلفة.
ممارسة الرياضة لم تعد رفاهية في عالم أصبحت فيه الأمراض أقوى وأكثر انتشارًا، لذلك فمهمة الحفاظ على الجسم ضرورة لا مفر منها.
Recent Comments